الأبحاثالمجلة

مضامين الألم في ديوان “حسّان النّغم” للشّاعرة “مها خير بك” – أ. دلال أسعد شحرور

مضامين الألم في ديوان “حسّان النّغم” للشّاعرة “مها خير بك”

أ. دلال أسعد شحرور

ارتبط الموت بمصير الإنسان منذ وجوده على وجه البسيطة، وكان لتداعياته آلامٌ وأحزانٌ ولوعة. ولا خلاص للإنسان من الموت لأنّه حقيقة محتومة قدّرها الله سبحانه وتعالى، يقول الباري عزّ وجلّ في قرآنه الكريم: ﴿كلّ من عليها فان، ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام﴾ ([1])

وكان لا بدّ من تخفيف آثار الموت الموجعة وآلامه من خلال عدّة سبل منها، ذرف الدموع أو بثّ الكلمات، إذ إنّ البكاء غريزة عند كلّ إنسان فقد عزيزًا، وسبيلاً يعبّر من خلاله عن الإحساس باللّوعة والألم، فإنّنا نجد أنّ الشّاعر يعبّر أيضًا بوسيلة أخرى غير البكاء، إنّه بحاجة إلى عمليّة التواصل والتّعبير عن مشاعره المكنونة في داخله وأحاسيسه، ولا يكون ذلك إلا بوساطة الكتابة الّتي تعدّ من أهمّ الوسائل في عمليّة التّواصل بين الأفراد والمجتمعات من جهة، وفي عمليّة البناء الأدبيّ شعرًا كان أم نثرًا من جهة ثانية. واللّغة الشّعريّة تختلف من اللّغة العاديّة من ناحية تميّزها في التراكيب، وكونها تحمل مشاعر وعواطف المرسِل وتجسّد كيانه وتعبّر عن أخيلته بالواقع.

وكانت تلك الكتابة في إطار الشّعر الرّثائيّ الّذي يصوّر المشاعر الإنسانيّة تجاه أعزّاء فارقوا الحياة، فهو يجسّد الأحاسيس الجيّاشة بالحزن واللّوعة نتيجة لفقد حبيب، فتتشكّل القصيدة الرثائيّة الّتي تعدّ من الأغراض الأدبيّة الأكثر التصاقًا بالوجدان وهي” حيّة فنيّة متكاملة الإيحاء لمكوّناتها ومصادرها وصورها وتشكيلها، فهي توازي الواقع، وتمثّل موقفًا فنيًّا ابتكاريًّا مستمرًّا لما تختزنه من مشاعر وعواطف إنسانيّة وأفكار، إنّها تحرّك في كلّ شخص مختزنات عاطفيّة وفكريّة واجتماعيّة، وتبعث التّأثير بوساطة بنائها، وطرائق تشكيلها الّتي تتعدّد كتعدّد الشّعراء وإبداعاتهم، وإن كانت في بعض صورها سببًا لانبعاث الآلام، فهي أوّلًا وأخيرًا تنقل الإنسان إلى عالم الهدوء والسّكينة والطّمأنينة”.([2]) ومن جهة أخرى فهي تشكّل أهم الوسائل لتخفيف الألم والحزن.

ومن الشعراء الّذين سطّروا كلماتهم للتّعبير عمّا يضجّ في أعماقهم، ولمشاركة الآخرين أحزانهم كانت الشّاعرة  مها خير بك.  أبدعت الشّاعرة مها في ديوانها ” حسّان النّغم”  في التّعبير عن لوعة الفقد لابنها حسّان، فهو العزيز الّذي رثته، والّذي ارتحل عنها تاركًا إيّاها في دنيا قاسية تلوّنت عذاباتها، وكثرت مصائبها. وفي داخل كلّ امرأةٍ  تتجسّد قوّة الحبّ والرّحمة والحنان، لكنّها تحاول أن تصارع ألوان الحزن باحثةً عن طرقٍ للتّعبير والمواجهة، فتلجأ إلى كتابة الشّعر لتجعله رفيقًا لروحها المكسورة، ولتأخذ ألمها وتحوّله إلى كلمات تنبض بالصّدق والمشاعر الجيّاشة، وهذا يدعونا إلى التأمّل والتمسّك بالأمل، فقد يكون القلب مكسورًا لكنّه قادرٌ على التّماثل للشفاء والاستمرار في طريق الحياة، وهذا ما وجدناه في كلمات مها خير بك، إذ نبّهت الشجون المرتبطة بالموت سيلًا من المشاعر الأليمة، صبّتها في قالبٍ شعريّ مثيرٍ مُسح بموسيقى حزينةٍ مليئةٍ بالآهات، وشجنٍ مفعمٍ بانفعالات تأخذ بمجامع القلوب، وريشة فنان أبدع في رسم صورة الكلمات، وتلوينها بمستوى أدبي رفيع حرّك كوامن النّفوس.

اختلف رثاء الشّاعرة “مها خير بك” عن غيرها من شعراء كثيرين بكوا وندبوا، فقد شاطرتهم في بعض المضامين الاليمة وتميّزت عنهم بأخرى. وانطلق رثاؤها من الكلام على الموت وما درّه من العاطفة الجيّاشة إلى الحزن والبكاء والتّفجّع والحنين. تألمت وعانت  واعتصر قلبها لعظيم المصاب من واقعٍ مريرٍ تضجّ ذكرياتها به، تريد من ذلك كلّه عودة عزيزٍ رحل، لم يكن بشرًا عاديًّا، إنّما ملاك بصورة إنسانٍ. وفي خضمّ ذلك البحر الهائج من الألم والمصائب، تركن الشّاعرة الأمّ إلى الإيمان بقضاء اللّه وقدره، تتنقّل بين الحاضر والعالم العلويّ، بأسلوب فريدٍ مميّزٍ. استطاعت “مها” تحويل المُنى إلى حقيقةٍ ، وصنعت من الألم حكاية أليمة تحاكي حملت في مضامينها الرّجاء، فالصراع ، وصولًا إلى تحقيق الأمنيات، فكان من عناصر تلك الحكاية المؤلمة في الدّيوان:

أوّلًا- الارتحال

لم تستسلم الشّاعرة للموت الّذي كشّر أنيابه، حتّى خطف منها فلذة كبدها “حسّان”، ورفضته رفضًا قاطعًا؛ إذ لم تتقبّل فكرة موت ابنها، فلفظة “الموت” –بحسبها- تدلّ على موتها هي، تقول: “أنا إن متُّ”، لكنّ حسّان يمثّل لها الوجود كلّه. فهو الملاك الطّاهر، شأنه شأن الأطفال المظلومين الّذين اقتصّت منهم أيدي الزّمن الغادر على أيدي جزّاري الحياة، مثل “محمّد الدّرّة”.

التقى، في قصيدة “شهادتان”، “الدّرة” و”حسّان” وطائر الفينيق. حاولت “مها” استعادة صورة الرّمْز الفينيقيّ الأسطوريّ (طائر الفينيق)، ذلك الطّائر الّذي منحها شحناتٍ دلاليّةٍ للانبعاث وعودة الحياة، حاملًا على جناحيه البهجة للأمّ الثّكلى، فهو يحلّق في سماء الأمل ومعه تباشير الفرح. وما أشارت إليه أنّها معه تشعر بالقوّة تتدفّق في عروقها، على الرّغم من الصّعاب والآلام الّتي تحاول الفتك بوجودها.

تتماهى صورة “حسّان” مع صورة “محمّد الدّرّة” فتطمئنّ الشّاعرة؛ إذ يتحوّل “حسّان” و”الدّرّة” إلى ملائكةٍ في جنّة الخلد بعد ما عاشا في عالمٍ مادّيٍّ مليءٍ بالأكدار والأحقاد، متّشحًا بألوان الجشع والطّمع. وتعيش الشّاعرة على أمل اللّقاء، قائلةً:

“فِينِيق تَعَالَى وَعَمّدْنِي

بِرَمَادِ حَرِيقِكَ عَمّدْنِي

وَاغْسِلْ مِنْ دَمْعِ الرّيحِ

جِرَاحَ الْفُرْقَةِ والأحْقَادِ

فِينِيق… يَا شَوْقَ حَنِينِي

يَا قَدَرَ إِبَائِي

يَا دَرْبَ الثَّوْرَةِ للأَبْطَال

مِنْ وَحْيِ رَمَادِكَ

تَنْبَثِقُ الْقُدْسُ حَيَاة

آهٍ مُحَمّد

دُرّةَ أَحْزَانِ فِلَسْطِين

نَحْمِلُ دَمَكَ صَلِيبًا

رُوحُكَ تُزْهِرُ فِي أَعْيُنِنَا

زَحْفًا… وَنِضَالًا

وَفِي الْفِرْدَوْسِ نَقَاءً… طُهْرًا… عُرْسًا

إِهْنَأْ يَا دُرَّةَ وَجَعِي… إِهْنَأْ

أَطْفَالٌ فِي الْخُلْدِ مَلائكَةٌ

عالمُ أَرْوَاحٍ لَا تَعْرِفُ طَعْمَ الأَحْقَادِ

أَنْتَ شَهِيدُ الْقُدْسِ

وَحَسَّاني شَهِيدُ الْجَشَعِ والأَطمَاعِ”([3])

نهلت الشّاعرة من معين الأسطورة، فأدخلتها حديقة شعرها، لتخلق عنصرًا فكريًّا يخدم غاية القصيدة. لقد نوّعت أشكال التّوظيف بالمجاورة (نيرون)، والمناجاة (أمّ محمّد)، في حالٍ من تجسيد مدى هول الإحساس بالألم والقهر والظّلم. ويُلحظ ضيق العبارة أمامها، وتكثّف المعاني عندها؛ ما أنتج مزاوجةً بين الأسطورة والرّمز والشّعر بأسلوبٍ إبداعيٍّ ملفتٍ. تميّز أسلوبها بإشراك المتلقّي، حاضرًا بوعيه ومخزونه الثقافيّ، في تجربة القراءة، محاولًا استيعاب المكتوب؛ فيندمج في ذات الشّاعرة ليعي معها الدّلالات الّتي رمت إليها، ويشاركها ما يضجّ في أعماقها.

أظهرت الشّاعرة تمرّدها على الظّروف الّتي حولها والمصاعب القاسية المؤلمة الّتي تنغّص عيشها. أدرك الموت أعزّ ما عند الشّاعرة “مها”، وبات ألمها وسيلةً لبوحها تعبّر بوساطته عن صمودها أمام تلك الحقيقة، كما هو الحال في الشّعر الّذي يعبّر الشّاعر فيه عن مكنوناته. يخرج الشّاعر من قوقعة النّفس لعلّه يستشعر الرّاحة، أو تهدأ روحه الهائجة في بحر الهموم. كذلك “مها” راحت تتأمّل أسرار الكون وألغاز الوجود والحكمة في الخلق. قائلةً في “لغوٍ وجواب”:

“قَالُوا:

مَا الْخَطْبُ؟!

مَاذا حَلَّ؟!

أَنْتِّ!!

مَا هَذا الْمُصَاب…؟

عَفْوًا صَدِيقِي إنّهُ اسْتِفْقَاد

نَأْتِي الْوُجُودَ

نُصَارِع…

نَتَنَاحَر..

وَنَغِيبُ… مَا السّرُ؟!

“سُؤالٌ… لَا جَوَاب”

مُصِيبَةٌ؟!

مَنْ قَالَ؟؟

عَفْوُكَ صَاحِبِي

وَعْدُ مِنَ الّلهِ

“النَّقْصُ بالثَّمَرَاتِ”

خَيْرُ الثّمَارِ مُمَيَّز

وَبُنَيَّ

طِبْتَ… يَا حَبِيبي

صَفْوَةُ الثّمَرات”([4])

عزّز ألم الموت قوّة الصّمود عند الأمّ الشّاعرة، فهي لم تستسلم لأعاصير الحياة وما يتمثّل فيها من موتٍ وفناءٍ. تجدر الإشارة إلى استعمال الشّاعرة، في ديوان “حسّان النّغم”، لفظة “الرّدى” الّتي تعبّر عن الابتعاد، ولم ترد لفظة “الموت”. وكان في ذلك تحدٍّ كبيرٍ لفكرة الموت بذاته، ففي قصيدة “أوّل الغيث”، قالت:

“أَبْكِيكَ؟ مَنْ قَالَ الْعَوَاطِفُ

تَنْتَهِي دَمْعًا وَتَنْتَحِبُ الْأَنَا

أَنَا دَمْعَةٌ… أَنَا دَمْعُ حَسَّانِي

وَحَاشَا أَنْ يُبَاعِدَنَا الرَّدَى”([5])

تأثّرت الشّاعرة بالموت، فسيطر على كيانها في تداعياته وما تركه من عظيم اللّوعة، لكنّه لم يستطع العبث بمشاعر الفقد عندها، فولدها وفلذة كبدها “حسّان” لم يمت ولم يغب عنها، بل هو حاضر فيها، في حركاتها وسكناتها كلّها، مع ما تحمله من سلاح الصّبر.

قالت في “الزّمن النّازف”:

” أَفْديك؟ هَيْهَاتَ التَّمَنَي والتَّرَجّي

بُشْراكِ يَا عَيْني

هَا هُوَ بَيْنَنَا

حَسَّانُ بَاقٍ…

هَا هُنَا فِي خَاطِرِي

حَسَّانُ أَسْمَعُهُ… فَيَطْرَبُ حَاضِرِي”([6])

ثانيًا: الحزن

وقف الحزن على أعتاب حياة الشّاعرة بداية المصيبة حتّى تجذّر في أعماقها، وبات الشّوق يعزف على أوتار الألم والحنين عندها. تزداد الآهات وتزدان بها حياة “مها” الّتي ما عادت حياة، فنار الفقد والشّوق تتلظّى في أحشائها للقاء “حسّان” الابن الحبيب الصّديق. كتبت في قصيدتها “نحيب يدي”:

“أَوّاهُ يَا زَمَني… وَيا قَدَرِي

أَوَاه يَا عُمْرِي…وَيا وَعْدِي

هَلْ مَكْثي عِقَابٌ أَمْ جَزَاءٌ

أَمْ بِنارِ الوَجْدِ يَكْتَوِي هَذا الْفُؤاد…؟

هَا هُوَ الطَّيفُ حَبيبِي

جَذْوَهُ الشّوْقُ وَمَعْنى

عُدْ حَبيبي

يَا رَفيقي

وَصَدِيقي

عُدْ بُنَيَّ… ظَمَأُ الْعَطْفِ يَدِي

عُدْ حَبيبي…خَطْوُكَ في أَضْلُعِي

نَغَمُ الشَّوْقِ وَرَنَّاتِ الْحَنين([7]).

يزخر شعر “مها خير بك” بألوان البوح بآلام الحزن والمصاب، حتّى باتت ثعابين الجوى تنهش وجودها، فأصبحت تعيش الغربة، وباتت الآه تسكن على رماد الجمر. لقد تخطّى الحزن المعقول، وفاق الحدود، فسكنت المعادلة في طيّات نفسها لتقول بأنّ البقاء والحياة يعنيان الجبن والخنوع. قالت في “آه تستمطر شوقها”:

هَكَذا يَخْتَزِلُنِي الْحُزْنُ

…حَبَّةُ قَمْحٍ

وَقَلْبِي… صَخْرَةٌ يَسْتَنْبِتُ فَيْؤُهَا شَوْقِي

يَا لِعَصَايَ تَتَآكَلُهَا ثَعَابِينُ انْتِظَارِي

وَيَدَايَ جَمْرٌ يُؤَجّجُهُ دَمْعِي

….

يَا لِهَوْلِ اغْتِرَابِي

مٌذْ كٌنْتُ… لِمَاذا لا تَرْغَبُ الْحَيَاةُ عَنّي…؟

وَوَراءَ جَفْنِي… يَطُولُ انْتِظارِي حَرِيقًا رَمَادُهُ صَبْرِي

يَا لِهَذا الْخُنُوع الْساكِنُني 

الْإِيمَانُ = اسْتِسْلامٌ

وَالْبَقَاءُ = جُبْنٌ” ([8]).

مزجت الشّاعرة بين الحزن والدّمع والدّماء، وتجلّت عاطفة الأمومة في بوح الأنين، لتعلن عن حال القلب الّذي يعاني شدّة المصاب؛، فهي لا تريد رفيقًا سوى ابنها الّذي غاب عنها، إنّه دنيا وما تشكّل فيها من شمسٍ وقمرٍ، وما يبعثانه من أنوارٍ وضياءٍ. لم ترد الأمّ شيئًا سوى أن يأخذها الحبيب إلى حيث يسكن، لعلّ آلامها تسكن قليلًا، لتكون خادمة بين يدي حوارييه. وتصير الكلمات ترجمان العواطف الجيّاشة، والأحاسيس المفعمة بحزن الأمومة وثكلها، فتبرز مشاعرها الصّادقة، ولوعتها المتوقّدة، بعيدًا عن الزّيف والتّصنّع. تمنّت الشّاعرة أن يأخذها ولدها الحبيب إليه فترتاح من عناء الشّوق واللّوعة المتجمّرة في أحشائها.

قالت “مها خير بك” في “سوط الشّوق” وهي تناجي حزنها:

“يَا حُزْنٌ…

جَبَلًا صَيّرْتَ فُؤادِي

يَا وَيْحَ دَمِي

وَتَرٌ يَعْزِفُ تَوْقَي

شَلّالًا يَتَقطَّرُ دَمْعِي

مَا لِلْحُزْنِ تَآخَى وَدَمْعِي

تَوْأَمٌ صَارا

لا أَرْضَى بِسِوَاكَ رَفيقًا

يَا حُبَّ… تَعَالَى

يَا قَمَرَ نَهَارِي …

… يَا شَمْسًا

خُذْنِي حَبِيبِي

لِأَخْدِمَ دَرْبَ حَوَارِيك

خُذْنِي بُنَيَّ

خُذْنِي…

وَاعْتِقْنِي

مِنْ سَوْطِ الْشَّوْقِ

وَنَارِ الْوَجْدِ…

وَآهٍ حَنِيني”([9]).

ثالثًا- البكاء

بكت الشّاعرة بكاء الأم الوالهة الحزينة على فقد الابن، فالأم ينبوع الحبّ والحنان الّتي لا يعرف كُنهها إلّا هي، هي المضحيّة بما تملك في سبيل أبنائها. بكت الشّاعرة ولدها “حسّان”، وضجّ شعرها بألوان العواطف والأحاسيس، معلنةً مدى الألم والحزن اللّذين تعيشهما. لقد نقلت “مها خير بك” مفهوم الأمومة إلى مكانٍ أسمى، ووظّفتها لتصبح عنصرًا لغويًّا، يثري النّص الشّعريّ. وفي هذا السّياق، رأت الباحثة “راوية يحياوي” أنّ الأمومة في كتابات “مها خير بك” كائنٌ لغويٌّ يتحرّك في تفاصيل لغة النّصّ الشّعريّ بتراكيبها اللّغويّة والاستشعاريّة وعلاماتها السّيميائيّة والرّمزيّة التي وجّهت النّص حول كيفيّة تمثّل الأمومة في بُعدها الجماليّ القيميّ([10]).

تقول الشّاعرة في قصيدتها ” أوّل الغيث”:

“أَبْكيكَ يا حَسَّانُ دّمْعًا أَوْ دَمَا

أَبْكِيكَ يا وَعْدَ الْأُمومَةِ وَالْنُّهى

أَبْكِيكَ؟ مَنْ قَالَ الْعَواطِفَ

تَنْتَهي دَمْعًا وَتَنْتَحِبُ الْأَنا

أَنا دَمْعَةٌ… أَنا وَمَع حَسَّاني

وَحَاشَا أَنْ يُبَاعِدُنا الرَّدى”([11])

لجأت الشّاعرة “مها خير بك” إلى استرجاع الذّكريات واللّحظات السّعيدة مع ولدها “حسّان”، علّها تبرّد شيئًا من النّار الّتي في أحشائها، لكنّ هذا ما استدعى مزيدًا من الحزن وكثيرًا من الدّموع. بكت ولدها بحثًا عن الدّعم والتّواصل، لعلّها تجد الرّاحة في كلمات تبثّها من حنايا الضّلوع، فالشّعر قادرٌ على ملامسة القلوب، والعاطفة الجيّاشة قادرة على استنهاض الدّموع عن طريق تذكّرها أيّام طفولة حسّانها الّتي ترغب أن تظلّ في ذاكرتها. هي لحظاتٌ تجمع ما بين عاطفة الأمومة والفنّ، لتظهر لنا قوّة الكلمة وتأثيرها في العواطف الإنسانيّة.

عبّرت الشّاعرة عن عمق الحبّ المتجذّر في أعماقها تجاه “حسّان” الابن. وقد أشارت عبارة “أبكيك دمعًا أو دمًا” إلى استعداد “مها” للبكاء على ولدها بما تملك. وشكّلت، أيضًا، تعبيرًا صادقًا عمّا خلّفه الفقد من حزنٍ وألمٍ وشجنٍ، إنّها مستعدّة لكي تبكيه دمًا، وهذا تعبيرٌ قويٌّ يدلّ على العلاقة القويّة بين الشّاعرة وولدها “حسّان”.

لم تتوقّف الشّاعرة الأم عند حدّ ذرف الدّموع، بل قالت: “أنا دمعة”؛ فصارت هي الدّمعة بوجودها وكيانها كلّه، وتحوّل رثاؤها إلى عاطفة جيّاشة تغسلها الدّموع. فلعلّ تلك الدّموع تطفئ لهيب الشّوق وتغسل جروح الفقد في الأم ّالملتاعة، فتخبر حكاية الألم عن حال دموعها الّتي تبتهل للوعد لعلّه يتحقّق.

قالت في “الطّيف الحبيب”:

“وِسَادَتي…

بِدَمْعِها تَغْتَسَلُ

وَغُرْفَتي يَتيمَةٌ… حَزينَةٌ…

أَشْياؤُكَ؟ …

آه…

يا رَوْعَةَ الْأَشْيَاءِ

أَوّاه يَا حَسّان…

كَمْ تَشْتَاقُكَ أُذُنَاي يَا أُمّاه؟

ضُمّني حَسّانُ يَا وَلَدِي…

شُدَّ سَاعِدِي

آه… مَا أَحْلَى الْعِناق؟

أَحْتاجُكَ يا حبّ

أَحْتَاجُ الْحَنانَ…

أَحْتَاجُكَ…

أَنْتَ حَبيبِي يَا بُنَيّ… أَنْتَ الْعُيُونُ…

مَا هَمُّهَا عَيْنَايَ

لَلْوَعْدِ تَبْتَهِلُ الْدُّمُوعُ”([12]).

أشركت “مها” الشّموس، في قصيدة “صبري… يا قوت البلايا” حزنها وآلامها، شاركتها في البكاء على حبيبها الّذي كان يمثّل لها السّعادة الحقّة، وامتزجت دموعها بما حولها من الطّبيعة، وامتزجت آلامها بحرقة الأمّ الموجوعة. لقد أمعن بها المصاب الجلل حتّى باتت تتنفّس الآهات الّتي تعزف على أوتار الحُرْقة، فقالت في ” صبري… يا قوت البلايا”:

“تَبْكِي الشّمُوسُ إِلَهَ السَّعْدِ وَالْأَلَقِ
يُنَادِمُ  دَمْعُـهَا   الأَكـْوَانَ  حُـرْقَـتـهَا
هَذي الْبَلايَا الّتي تَقْتَاتُ مِن وَجَعِي
تَبْكِي  حَبِيبِي  وَتَتْلُو سُورَةَ  الْفَلَقِ
وَفِي الْعُيُونِ تَجَلَّتْ وَمْضَةُ الْحُرْقِ
تّسْمُو بِهَا  الْآهُ أَنْغَامًا مِنَ الْحُرْقِ([13])

رابعًا- الذّكريات

يشتدّ حنين الشّاعرة إلى ولدها الذي فقدته صغيرًا، وبقي ملازمًا لها في تفاصيل حياتها كلّها، فهي لم تنسه وظلّت دائمة الشّوق لرؤياه، تتذكّر نبرات صوته وهمساته وضحكاته الّتي تجول في أعماقها، تتذكّره في الأماكن الّتي كان يرتادها، فيملأها حبًّا وإيمانًا وهناءً وسعادة. لم يبقَ شيء سوى تلك الذّكريات المميّزة عن غيرها، إنّها من نوعٍ آخر عاشتها الشّاعرة “مها” بأسلوبٍ خاصٍّ بات يرافقها أينما حلّت. استحضرت “مها خير بك” ذكرياتها مع ولدها بدقّةٍ متناهيةٍ، وبتفاصيل لامست شغاف قلبها، وباتت تعيش لحظاتها إلى ما يماثل الواقع.

قالت في” كيمياء الألم”:

لَمْ… وَلَنْ يَرْحَلَ الْوَعْدُ الْمُتَوَهّجُ فِي عَيْنَيهِ

هَمَسَاتُه، نَبَراتُهُ، ضَحِكَاتُه…

مَا زَالَتْ مُدَوّيَةً فِي أَعْمَاقِ يَقَظَتِي.

لَا لَمْ يَكُنْ ارْتِحَالًا، ولَا وَدَاعًا… فَلَهُ تَجْدِيدُ اللّقاءِ.

لَكَمْ رَاَيْتُكَ تَمْلَأْ حَيَاتِي سَعَادَةً وَهَناءً.

وَبْطَرْفَةِ عَيْنٍ صَارَتْ الْأَطْيَافُ وَالتّخَيُّلاتِ رَفيقَ دَرْبِي

تَسِيرُ وَالْحَنينُ مَعِي.

فِي قَلْبي أَنْتَ يا حَسّانُ… نُوْرًا مُشِعًّا…”([14])

زخر رثاء “مها خير بك” بألوانٍ من الذّكريات الّتي سكنت قلبها، وجعلته ينبض بها، فلا حياة من دونها، توضح قائلةً في “الْطّيْفُ الْمُسَامِرُ وَحْدَتِي”:

“فِي الْقَلْبِ تَسْكُنُ يَا حَبِيبي…

ذَكْرَاكَ

وَاهًا حَبِيبِي

هَلْ بَصُرْتَ بِبَسْمَتِي

صَفْرَاءَ… تَبْكِي

وَالْتَأَلّمُ طَالِعي

قَدَرٌ حَبِيبي أَنْ تَظَلَّ بَخَاطِرِي

طَيْفًا حَنُونًا… وَالْحَنينُ رَفِيقِي”([15])

لاحق طيف “حسّان” أمّه أينما حلّت، وقد تجلّت عاطفتها وشوقها بفقد “حسّان”، فهي تعيش أيّامها سنينًا وسنينًا طوال، يحرق الجوى فؤادها، واتّخذت الهموم توأمًا لا يفترق عنها أبدًا. تسبح الذّكريات في بحرٍ من الألم والحنين متأوّهة، عاتبةً على من رحل عنها، تاركًا إيّاها، فهي تعيش المناجاة والآهات والحرقة، تستجدي من ابنها الحبيب العودة.

قالت في قصيدتها “نحيب يدي”:

“دَهْرٌ مَضَى

وَيَدَايَ تَنْتَحِبَان

يَا نُوح هَلْ أَلْفًا حَيِيْت؟

مَا أكْثَرَ الآلافَ في عُمْري الشّقيّ

أسْتَحْضِرُ الضَحِكَاتِ… وَالْهَمَسَاتِ

وَالْعُمْرَ الْهَنِيّ

فيَذوبَ كأْسُ الْعَيْنِ تَوْقًا وَجَوَى

عًدْ حَبِيبي

يَا رَفِيقِي

وَصَدِيقِي

عُدْ بُنَيَّ… خَطْوُكَ فِي أَضْلُعِي

نَغَمُ الشَّوْقِ… وَرَنَّاتُ الْحَنين

آهٍ يَا فَلْذَةَ عُمْرِي

آهٍ يَا حُرْقَةَ أَفْرَاحِي وَشَدْوِي

آهٍ يَا مَنْ صَيَّرَ دَمْعِي وُضُوءًا

آهٍ يَا مَنْ صَيَّرَ صَبْرِي سُجُودًا

عُدْ بُنَيَّ…”([16])

خامسًا- الإيمان والتّصوّف

يتبيّن كيفيّة إلقاء “مها” الضّوء على معظم اللّوحات الفنيّة الّتي مرّت في رثائها لـ”حسّان”، فبين الأسى والألم والحزن والذّكريات الّتي لا تموت، تجد “مها” صابرة محتسبة إلى اللّه الّذي لا تضيع عنده الودائع. كانت مع “حسّان” تعرف أنّ اللّه أزليٌّ أبديٌّ وتستشعر الإيمان أكثر، لكنّه ارتحل عنها على الرّغم من حاجتها إليه. وقد ألهمها هذا المصاب الصّبر؛ لأنّه علّمها كيف تدعو للفقراء، علّمها الإيمان الحقيقيّ، والتّصوّف عبر التّرفّع عن المادّة. كما علّمها التّطهّر من أدران الجسد كلّها والتّحليق في عالمٍ نورانيٍّ يفيض ضياءً، فسطّرت أسمى آيات الصّبر. تقول في “هيولى اللّقاء”:

“مُخْتَلِفًا كُنْتَ يَا بُنَيّ…

مَعَكَ أَعْرِفُ أَنَّ اللّهَ أَزَلِيٌّ أّبّدِيٌّ عَادِلٌ… كَرِيمٌ مِعْطَاءٌ

وَهَّابٌ، جَوَادٌ، لَا تَعْرِفُ يَدَاهُ الْقَبْضَ…

كُنْتُ مَعَكَ أَرْتَحِلُ مِنْ الإِيمَانِ إلى الْإِيمَان

وأَتْلُو صَلَاةَ الشُكْر مَع كُلّ رَّفَّةِ هدْبٍ…

وأَتْلُو صَلَاةَ الشُكْر مَع كُلّ رَّفَّةِ هدْبٍ…

الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ الّذي اخْتَارَنِي لِيَخْتَبِرَنِي،

وَسَأَكُونُ يَا بُنَيَّ بِإِذْنِ اللّهِ مِنَ الصّابِرِين

وَلَنْ أَتَسَاءَلْ يَا بُنَيَّ كَيْف؟

وَلِمَاذا تَرَكْتَني بِالْرَغْمِ مِنْ أَنَّنِي أّحْتَاجُكَ وَأَحْتَاجُ عَطْفَكَ وَمَحَبّتَك،

وَلّكِن سَأَقُولُ كَمَا عَلَّمْتَنِي”

وللّه فِي خَلْقِهِ شُؤون”([17]).

تسلّحت “مها خير بك” بإيمانٍ قويٍّ ثابتٍ، واتّخذت من “الإمام عليّ (ع)” أنموذجًا تحتذي به. أرادت التّسلّح بالشّجاعة الّتي حملها “عليّ” وباب خيبر، فكانت تتوق إلى امتشاق ذلك السّيف، سيف الإيمان، وهذا الطّلب ببعده اللّغوي المجازيّ يعبّر عن أفكار ومشاعر لها علاقة بالأئمّة والأنبياء والمرسلين (ع).

قالت في “مشقّق… يا زمن اللّوعة”:

“أّيّهَا الْشّوْقُ

إلَامَ تَغْزو صَبْرِي؟

وَلِماذَا تَدُكُّ حِصْنَ إِيمَاني؟

مُشَقَّقٌ أَنْتَ يَا زَمَنَ اللَّوْعةِ

وأَسْوَارُنَا انْتَهَكَهَا فَتْحٌ عَظِيمٌ

النبوءة أَنْتَ وَالرّسَالة

وَبَابُ خَيْبَر أَزْرَعُهُ سَيْفًا…

في خَلَايَا دَمِي”([18]).

ظهر إيمان “مها” في أشعارها، فهي مؤمنةٌ بقضاء اللّه وقدره، لا تقول ما يغضب الرّبّ، بل كانت تطلب منه أن يلهمها الصّبر. قد عمدت “مها خير بك” في شعرها الرّثائيّ إلى بثّ الرّوح الإيمانيّة في قصائدها، ولعلّ في ذلك رغبةً منها في تخفيف الآلام،  نشر الإيمان، وتسليط الضوء على حقيقة الوعد الإلهيّ، إضافةً إلى إحقاق الحقّ ومحاربة الظّلم، وإقامة العدل، والالتزام بالصّدق والأمانة في الكلمة وفي العمل. أرادت تعليم الثّكالى كيف تكون مواجهة الموت بالإيمان بالحياة الأبديّة؛ إذ قالت في “أسألك الصّبر”:

“يَا رَبّ… أَرْغَبُ فِي الْمَوْعُود

يَا رَبّ… لِمَاذا يَطُولُ طَرِيقِي؟

أَسْأَلُكَ الرَّحْمةَ

نَارًا يَشْتَعِلُ كَيَانِي

أَسْاَلُكَ الْعَفْوَ

صلْبًا يَزْدَادُ يَقِينِي

عَفْوُكَ… يَا رَبَّ الأَكْوَان

عَفْوُكَ يَا مُحْيِي الْأَمْوَات

غُفْرَانُكَ يَا سَيّدَ أَمْسِي وَغَدِي

أَتَوَسّلُ عَطْفُكَ

قَلّدْنِي سَيْفَ الْإيمَان”([19])

تمظهرت كربلاء في قصائد “مها” من ديوان “حسّان النّغم”، وظهر تأثّرها بكربلاء وما حدث فيها، وقد حملت تجربتها الشّعريّة قيمًا عظيمةً، مثل: الصّبر والشّجاعة والإيمان والثّبات على الحقّ، كونها متأكّدةً أنّ “حسّان” ولدها رحل عنها بسبب الطّمع والجشع والأهواء، وفي هذا سيطرةٌ للظّلم الكبير في حياة البشر.

حمل شعر “مها خير بك” قيمًا عظيمة، إضافةً إلى ما حمله من مضامين عاشورائيّةٍ، تسمو بالرّوح للوصول إلى روح الإيمان بما يقدّره اللّه للإنسان.

يتّصل الموت مع الحياة، فلا فناء بعدها،  فهي الانتقال من دار الفناء إلى دار البقاء حيث الحقيقة ساطعةٌ يضيئها نور الحقّ، والانتصار على الظّلم والجشع والضّغينة حيث الطّهر والنّقاء والقداسة. ففي قصيدة “النّذر” قالت مخاطبةً “فاطمة” و”الحسين” (ع) “فاطمة أمٌّ فقدت ولده شهيدًا، والشّاعرة أمّ أيضًا فقدت ولدها، والقاسم المشترك بينهما أنّ الفقيدين كانا ضحيّة الجشع والطّمع وحبّ الدّنيا”. لهذا لجأت الشّاعرة إلى التّوسّل بالحسين وأمّه (ع)، لما لهما من شأنٍ عظيمٍ عند اللّه، توسّلت بهما علّها ترى الحبيب فيزورها. وتحقّقت اللّقاء فالحبيب حضر إلى الأمّ، آنس لوعتها، وسّكّن أنينها، فقالت:

“نِذْرٌ عَلَيَ يَا حُسَيْن… فَإِنَّنِي

أَسْتَعْصِمُ بِجِرَاحِكَ… أَتَطَهَّر

هَنِئْتِ فَاطِمَة… لَمْ تُبْصِرِي قَدْرًا

أَلْيُتْمُ أَرْهَقَكِ؟ حَاشَاكِ يَا بَدْرُ

لَيْت شَفَاعَتُكِ… بَرْد ٌلِمُثْكِلَةٍ

يَا بِنْتَ خَيْرِهِم… يَا زَوْجَ حَيْدَرة

تميّز  ديوان “حسّان النّغم” للشّاعرة “مها خير بك”؛ بارتعاشات النّفس وانبعاث الشّاعرة من رمادها، لتحلّق في فضاءاتٍ لا متناهيةٍ، فيقوى الأمل الألم، والصّمت على الموت، ليحوّل المأساة إلى أحلامٍ ورؤى تتعالى عن واقعٍ مريرٍ مؤلمٍ، لترنوَ إلى عالمٍ فيه السّكينة والطّمأنينة، في رغبةٍ ملحّةٍ لتخطّي التّجربة وتجاوزها عبر الشّعر والخيال.

 

[1] – القرآن الكريم، سورة الرحمن، الآيتان 26-27.

2-  قصيدة الرثاء، جذور وأطوار، دراسة تحليليّة في مراثي الجاهليّة، في صدر الإسلام، حسين جمعة، دار النمير للطباعة والنشر والتوزيع.

3- ديوان حسّان النّغم، ص 61.

4- ديوان حسّان النّغم، ص33-34.

5- ديوان حسان النغم، ص 32.

6 ديوان حسّان النّغم، ص 107.

7- ديوان حسّان النّغم، ص 76-77.

8- ديوان حسان النغم، ص 121.

9-ديوان حسان النغم ص 86

10- دارة الشّعر المغربيّ، تكريم الشّاعرة مها خير بك في مهرجان فاس الخامس للإبداع الشّعريّ، الرّابط: https://georgetraboulsi.wordpress.com/2015/04/23/%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D9%91، تاريخ الزّيارة: 15/5/2024.

11 – ديوان حسّان النّغم، ص 86.

12- ديوان حسّان النّغم، ص 46-47.

13- ديوان حسان النغم، ص 37.

14- ديوان حسّان النّغم، ص 30-31. ([1])

15- ديوان حسّان النّغم، ص 88-89.

16- ديوان حسّان النّغم، ص 76-77.

17- ديوان حسّان النّغم، ص 26-27.

18-  ديوان حسان النغم، ص 105.

19 –ديوان حسّان النّغم، ص106.

20- فاطمة (ع) بنت محمّد ابن عبد اللّه رسول ربّ العالمين، وقد قال في حقّها: “فاطمة سيّدة نساء العالمين”، والحسين(ع) هو ابن فاطمة حفيد رسول اللّه، وقد استُشهد في واقعة كربلاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى