الشعرالمجلة

القدس – أ. رامز الدقدوقي

القدس

أ. رامز الدقدوقي

 

مدينة القدس هذا الدهر غدّارُ

به تراوحُ أحداثٌ وأقدارُ

 

عانيتِ من سحبِ الأيام عاصفة

وداهمتكِ مع الأنواء أخطارُ

 

وضاءةٌ أنتِ فاض الطهر محتفياً

وقد زهت بترابِ الطهرِ أحجارُ

 

فريدةٌ أنتِ للأيمان راعيةٌ

وأنتِ في الأرض للأجيال أبصارُ

 

تآلفت شُعلاتُ الدين في هدفٍ

موحدٍ والتغتْ بالصدقِ أسوارُ

 

تلك الربوعُ مساحاتٌ مقدسةٌ

توهجت فوقها شمسٌ وأقمارُ

 

ما كان فيها لداوودٍ لهُ وطنٌ

ولم يكن له مزمورٌ ومزمارُ

 

لا هيكلٌ لسليمانٍ بحوزتها

ولم يكن لغصونِ الأرزِ مِنشارُ

 

هذي الأكاذيبُ قد صيغتْ ملفقة

وخاطها الزورُ والتزوير سيّارُ

***

لي خفقة الضوءِ في الأقصى وقبلته

وما لغيري تجلتْ منه أنوارُ

 

الليلُ يعرفُ من أسرى بطائره

وقد تخطى حجابَ الكون طيارُ

 

محمدٌ رائد الأفلاك شعّ هدىً

لعالمٍ ساده شرٌّ وأشرارُ

 

أخلاقه صفو إيمانٍ بخالقه

هو الرسولُ من الرحمنِ مختارُ

 

أحيا الجزيرة في أنفاس دعوته

ورشها بأريجِ الحقِّ عطارُ

 

أغنى الوجودَ بآياتٍ معطرةٍ

وطاب بين الورى بشرٌ وإكبارُ

***

إيه فلسطينُ كم قاسيت من حرقٍ

وكم سطا الخطبُ والتاريخ أخبارُ

 

وكم أتاك من الشذاذ مغتصبٌ

ومن خفايا جنون الغدرِ تيارُ

 

مقصودةٌ وعيون الذئبِ من بشرٍ

ترنو إليك وملء الغابِ أظفارُ

 

تألب الغربُ والمستعمرون أتوا

بألف حقدٍ وحقد الغربِ مكّارُ

 

من سلّ للمعتدي سيفاً ومقدرةً

إلا أبيٌّ شريفُ الأصلِ مغوارُ

 

حطينُ تعرف لونَ الثأر من بطلٍ

وكيف فُكت لجند الغزو أزرارُ

 

صبراً فلسطين عاد الغرب مبتدعاً

ومن جديدِ وللأزمان أطوارُ

 

صهيونُ يخطر في أمنٍ وفي دعةٍ

حتام يخطر في الإجرام جزارُ

 

كان أرضي مشاعٌّ رهن خطته

للانتقام وللأعداء أدوارُ

 

تغفو العروش على أصداء مهزلةٍ

تشدها برياحِ العارِ أسفارُ

 

هذا مليكٌ بطيش الذلِّ مرتهنٌ

وذا أمير بأمر الغربِ سمسارُ

 

علام يختلق الأعذارَ ملتمساً

بعداً وضعفاً وهل تعفيه أعذارُ؟

 

تكاتفتْ وجهةُ الحكام في نظمٍ

وأوهنتها مواخيرٌ وأوكارُ

 

تحكّمت صبغة الدولارِ في دمهم

إلام يحكمها بالعسفِ دولارُ

 

تكساسُ صانعة الآثام تنشرها

وتشتكي من هروبِ النفط آبارُ

 

أما تردد في أسماع مغتصبٍ

بأنني عربيُّ الثأر قهّارُ

 

صعبُ أنا ليست التيجان تخدعني

وليس يخدعني مالٌ وأمصارُ

 

أيجهلون صدى الفرسان في رئتي

وأنني لقبورِ الوغدِ حفّارُ

 

وأنني من هجير البيد ملتهبٌ

وأنّني في دوي الريح إعصارُ

 

لم أعرف الليل عار النوم يقتلني

وموقظي في ظلام الليل نفّارُ

 

ما تهتُ عن هدفي أو كنتُ محتسباً

إلا ويدفعني عزمٌ وإصرارُ

 

لي مصنعٌ لتوابيت الغزاة به

تمتاز مطرقةٌ قفلٌ ومسمارُ

 

إن العبيدَ أهانوا العيشَ في وهنٍ

وحصّنوا العيشَ بالأقدام أحرارُ

 

وتسكن القدسُ في عيني وأوردتي

فقبلة الحر في الأقصى لها نارُ

 

لا تنكروا في التزام الشعر من لهبٍ

كلُّ القنابل والبارودِ أشعارُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى