
يا ابنتي لو تعلمين
العميد مجدي الحجَّار
﴿وإذا بُشِّر أحدهم بالأنثى ظلَّ وجهه مسودَّاً وهو كظيم﴾ [النحل: 58]
وجهُكِ الطَّاهرُ في الصُّبحِ
مرايا الرَّحمةِ الأولى على الأرضِ
حباكِ اللهُ سرَّ الحُسنِ فيهِ
وحبا عينيَّ نوراً يجتليهِ
وحبا قلبي بهِ عشقَ الصَّباحْ
اِفتحي أجفانَكِ الوسْنى
على أجفانيَ العطشى
فقلبي طائرٌ في قفصِ اللَّيلِ
يناجي بابَهُ المرصودَ في عينيكِ
والطَّيرُ تُغنِّي لفراخٍ غضَّةٍ تحت الجناحْ
تفتحينَ الجفنَ في بطءٍ فأدنو
ويدي تدنو إلى وجهكِ تجلو
وسَنَ الغيبِ على الأحلامِ
يفترُّ على ثغركِ شهدٌ
ودمي رَجْعُ الصَّدى
من سورة النَّحلِ وتسبيح الأقاحْ
تفتحين الصُّبحَ باباً للغناءْ
قبلةٌ أولى
تشدُّ الشَّمسُ أوتارَ نشيدي
في كمنجاتِ السَّماءْ
قبلةٌ أخرى
يناجي شجرُ الفردوسِ ظلِّي
في معاريج الضِّياءْ
قبلةٌ ثالثةٌ
يمتثلُ الوقتُ لطقسي
وتسيرُ الأرضُ نجماً في مداري
ويكادُ الصَّوتُ يأتي من ملاكِ العرشِ:
“قِفْ أنتَ على أبوابِ سرِّ الأنبياءْ”
يا ابنتي لو تعلمين!
أيَّ ماءٍ أنزلَ اللهُ على قفْر مَواتٍ
أيَّ نبعٍ فجَّر الفرحة في قلبي “الحزين”
عندما بُشِّرْتُ بالأنثى
وكانَتْ نظرةٌ أولى إلى وجهكِ…
كانَتْ ضحكةٌ أولى على ثغركِ تطفو
كانَتِ الأشياءُ حولي تخلعُ الظِّلَّ
وتكسو الأرضَ نوراً شعَّ من عينيَّ حبَّاً
قاذفاً قلبي إلى عين اليقينْ
كم أصاب الجهلُ أقواماً
وكم ساء الورى ما يحكمونْ
كلّما بُشِّرَ بالأنثى رجالٌ ونساءٌ
كفروا النِّعمةَ وارتدُّوا بصمتٍ كالِحينْ
ليكُنْ وجهُكِ غفراناً لهُمْ كلَّ صباحٍ
إنّهم لا يعلمونْ.