المجلةكلمة العدد

كلمة العدد – الدكتور أحمد محمود نزَّال

كلمة العدد

الدكتور أحمد محمود نزَّال

رئيس اتحاد الكتَّاب اللبنانيين

هذا هو العدد الثاني من مجلَّة اتحاد الكتَّاب اللبنانيين، نقدِّمه إلى القرَّاء، من الكتَّاب اللبنانيين والعرب، مؤمنين بالكلمة والرسالة.

ولأنها الكلمة؛ فهي القادرة بثِّ الوعي وتحريك الشعور الجمعي بقضايا المجتمع وما يحيط به. وتأثير الكلمة هو تأثير المثقَّف مبدع هذه الكلمة، الذي لا ينبغي أن يعيش خارج زمانه ومكانه، ولا على هامش التحديات، ولا أن يتلكَّأ أمام التصدي لمحاولة تشويه الثقافة والهويَّة واللغة والتراث، في محاولة لفصله عن واقعه ومحاولة سلب هويته، وجعله يعيش خارج الزمان والمكان.

في هذه المرحلة الدقيقة، ثمة أسئلةٌ تُطرح عن دور المثقَّف، فهو لا يعيش خارج زمانه ومكانه، ولا على هامش التحديات، بل عليه أن يكون فاعلاً ومؤثِّراً في آن، وهذا يتطلَّب بالدرجة الأولى تكاتفاً لأصحاب الأقلام ووعياً دقيقاً للمرحلة، والعمل على بلورة مشروعٍ وطنيٍّ مستقلٍّ، ينطلق من الواقع، ويحاكي هموم الأمَّة لا الهموم الفرديَّة.

 

إن الثقافة الحقيقيَّة ينبغي أن تكون محصَّنةً، يمارس فيها المثقف حريته التي يُنشئ فيها علاقاتٍ اجتماعيَّةً، وفي غياب مثل هذه الحرية لا يمكن لوطنٍ أن يعي قضاياه، ويطلق رؤيته إليها.

والمقصود بالحرية هنا هو تحرُّر المثقَّف الذاتي بالدرجة الأولى، والقدرة على الابتعاد عن الظلامية والخضوع، والقدرة على صياغة الرؤى والتوجُّهات المنطلقة من الواقع المعيش، لا المستوردة من الخارج.

ما نطمح إليه أن يكون الأدب، بشكلٍ عامٍّ، هو التعبير الفنيَّ المعادل للتجربة الإنسانيَّة في هذه المرحلة المتميِّزة من تاريخنا، بعد أن كان الأدب، إضافة إلى كونه التعبير الفني، وسيلة الإعلام الاجتماعيَّة والسياسيَّة.

الكتَّاب الأعزاء:

وإذ تغمرني الفرحة وأن أقدِّم هذا العمل لكل كاتب لبناني، أجد نفسي مستذكراً مواقف الأديب اللبناني الراحل سعيد تقي الدين، شخصيَّة عددنا هذا، رائياً إلى الحياة الأدبيَّة والسياسيَّة والاجتماعيَّة، ناقداً لها، ومحاولاً تقديم رؤيته القائمة على الحوار وقبول الآخر المختلف، الراسخة بالعقل الواعي لما يحيط به.

ختاماً، يخطو اتحاد الكتّاب اللبنانيين بمسؤوليةٍ عاليةٍ نحو استعادة الثقة به، مؤسَّسةً وطنيَّةً جامعةً، من المنتسبين له، ومن غير المنتسبين، وصوتاً رسوليَّاً في الزمن الصعب، وشعلةً مضيئةً في زمن الظلم والظلام.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى