الشعرالمجلة

لا ظلَّ للأنثى سوى إيقاعِها – أ. أسيل سقلاوي

لا ظلَّ للأنثى سوى إيقاعِها

أ. أسيل سقلاوي

 

وتعطلت لغة” الملامِ.. تعطّلوا”

اصمت! فكل الطيبينَ تحوّلوا

 

ذوّبت ذاتي فكرةً بذواتِهم

وأضعتُها لمّا إليّ تسلّلوا

 

العابرونَ بريحِهم ورمادِهم

لو أنّهم بالـذكرياتِ تزمّلوا

 

لأجابتِ المرآةُ عن أحوالِهم

من أيّ هاتيكَ الملامحِ أدخلُ؟!

 

ستقولُ ساقيةٌ هناكَ، لشمسِها

مرّوا ببالِ النهرِ لم يتبلّلوا

 

وتقولُ أغصانُ الخريفِ.. لريحِها

هم كالفصول.. على المدى تتبدلُ

 

وأنا بصحراء المجازِ رسمتُهم

ماءً.. سراباً.. إن نأى يتجمّلوا

 

الليلُ شبّاكُ الحنينِ ونزفُه

فَفَمي يُجيبُ.. وذكرياتي تسألُ

 

مرّوا.. أجل مرّوا.. كفكرةِ شاعرٍ

فرّت من المعنى ولم يتمهّلوا

 

كالياسمين، وما أقلَّ حظوظَه!!

سرعان ما يذوي الجمال ويذبلُ

 

صاروا صدى حرفٍ على أوراقنا

تشقى به الأنفاسُ حين يُؤوّلُ

 

وبقيتُ في أقصى الحكايةِ

طفلةً

نضجتْ وشهدُ كرومِها يتعجّلُ

 

تتلو أنوثتها بقلبٍ شاردٍ

إن راحَ من لغةِ الغوى يتنزلُ

 

عطشت وما بلّ المجاز عروقَها

فتقولُ لا، وحنينُها يتقوّلُ

 

لا ظلّ للأنثى سوى إيقاعِها

وبصدرها المخنوق يغلي مِرجَلُ

ألمحتَ في نظراتها لون الأسى؟

وتراً يذوبُ.. وسكرةً تتأجّلُ

 

هلّا سألتَ فؤادها.. ما حاله!؟

الحال.. ذاتُ الحالِ.. شوقٌ مرسَلُ

 

تنأى عن الدنيا بريشِ خيالها

وإن استراحَ الشعرُ فيها تُقبِلُ

 

لا غرو أن جَنَحَ الخيالُ لطيشِها

فالحبُّ ما نحيا وما نتخيّلُ

 

مربوطةٌ بالتاءِ.. كيفَ تمرّدت!؟

عذراء في ظلّ القصيدة تحبلُ

 

لكأنّها تغفو بسيرةِ مريمٍ

ومسيحُها يرخي الستور ويسبلُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى