الأبواب المُقفلة

الأبواب المُقفلة
خديجة كنعان
لو استطعت يومًا أن تترفًع وتَغفر لهذه الحياة خطاياها الكثيرة الموسومة بعنوان القدر، ستفكّر أي خطيئة يا تُرى تستحق الغفران؟ ستدور الأحداث في عقلك كعجلة بأقصى سرعتها لا تهدأ فلا تهدأ بعدها، العجز رغم تعدد أشكاله وأنواعه يتفرّد بقساوته وبطشه ربما لأننا نقف أمامه بأيدي خاوية وعيون باهتة تترقب دون أن تعرف الوُجهة الصّحيحة، عالقٌ أنت في مسارك تحاول التّكيّف مع الظروف المحيطة لتجد سبيلًا للمنطق فتلجا للأمنيات تدوّنها على أوراقك تهمس بها في قلبك تُجلِسها فوق نجمة وتبقى عاجزًا لا تملك سلاحًا ضدّ هجمات الحياة الفتّاكة، وهنا يصبح العجز كالموت، تموت مع كل الاحداث والظروف التي تمرّ أمامك موتًا بطيئًا ينزع الروح ويشِلُّ شعورك بالسّعادة، تتحوّل مع مرور الوقت لإنسان يريد الخلاص، لكن لا يُجيده.
يلتهمك الخوف، يواسيك الصّبر، تنتشي بالقوة فتسأل نفسك كيف تختلط هذه المشاعر والأفكار؟ كيف تتساوى مع بعضها رغم تناقضها؟ لكنّ لا تدرك أنّ الإجابة واضحة وأنتَ فقط من يريدها ضبابيّة، فالعجز عن التعامل مع ظروفِ الحياة وأقدارها يمزج هذه المشاعر فتصبح واحدة ، تستيقظ كلّ يوم لتجد نفسك تتبنّى شعورًا، ترتدي الخوف فتبقى في مكانك لا تجرؤ على التّقدّم والمجازفة لأنّك تشعر بالأمان داخل خرابك المُعتاد، تَصبرلتتقن الاشعور فالصبر يجسّد حالة الفراغ أو الراحة من التّفكير، يساندك لتتحمّل وتتغيّر، أما القوة تمدَك بالتّجاوز والاستمرار أن تستمر وتبقى صامدًا أمام رياح الصّعوبات، إذًا أنت مرهون داخل حلقة مُفرغة ستبقى تدور وتدور وتتقمّص شعورًا وتزهد بآخر إلى الأبد ، أشبه بعلاقة معقّدة كما هي علاقتنا مع هذه الحياة، زورق داخل البحر تحيط به الأمواج العالية والرياح العاتية وطريقه مملوء بالضباب لكنّه مستمر عسى أن يجد الطريق عسى أن يلمسَ مولوده الخلاص ويحتضنه بين ذراعيه ويبكي عن ضعف وقوة عن استسلام وإصرار عن الخيبة والأمل.
أنا الآن مشتتة سؤالٌ واحدٌ يراودني إذا كان العجز بابٌ موصد، فهل لبابي مفتاح؟ هل سأفتح هذا الباب يومًا ما فأرى ما أُحب أم سأتمنّى لو أنّه بقى مغلقًا ؟ لا أعرفُ الإجابة ربما هذا هو العجز الحقيقيّ أننا لا نعلم.