الشعرالمجلة

غزَّةُ المجد – د. صالح الدَّسوقي

غزَّةُ المجد

د. صالح الدَّسوقي

 

ياغزَّةَ المجد، بل يا فخرَ أُمَّتنا

وفخرَ كلِّ شعوب الأرض إن فَخَروا

 

صمودُ شعبك في التَّاريخ معجزةٌ

وأهلُكِ الصِّيدُ ما ذلُّوا وما هَجَروا

 

تشبَّثوا بتراب الأرض فاحتضنت

أغلى أحبَّتها حتَّى بكى الحجرُ

 

غداةَ.. يطلع من أرواحهم قمرٌ

ومن ثراها، ومنهم يزهر الشَّجرُ

 

تجمَّعت أمم الطُّغيان زاحفةً

بالبَرِّ.. بالبحر.. فوق الشَّمس تنتشرُ

 

وحلمُ صهيونَ أضغاثٌ يراودهم

ما غاب إلّاً وفيه الغدر مستترُ

 

وزلزلوا الأرض، وانهارت بها مدنٌ

وسال بحرُ دمِ في القدس ينهمرُ

 

وللسَّماء أنينٌ من قذائفهم

فيها جهنَّمُ بالنِّيران تستعرُ

 

تبغي اقتلاعَ فلسطينٍ برمَّتها

من الجذور فلا تُبقي ولا تَذَرُ

 

فاستنفرت “أكتوبر” الطُّوفان فتيتَها

لا يرهبون الرَّدى أُسْداً إذا نفروا

 

فثورة الشَّعب بالإيمان إن نشبَتْ

فليس يُرهبُها جِنٌّ ولا بشرُ

 

عادت فلسطينُ شمساً بعد غربتها

وعاد مُنكِرُها يرجو ويعتذرُ

 

يا قدسُ طيفُ “صلاح الدِّين” أُبصرُهُ

وفي الضَّمائر ما وصَّى به “عمرُ”

 

الحقُّ يُؤخذُ، لا يُعطى إذا بُذِلَتْ

له الدِّماءُ فلا جبنٌ، ولا خَوَرُ

 

لا يُحزنَّنَكِ أصنامٌ فما سمعوا

صُراخَ غزَّةَ، والأطفالُ قد نُحروا

 

والأمًّهاتُ ببحر الموت غارقةٌ

يا لَلنَّذالة مَن غابوا… ومَن غدروا!

 

ما العارُ في أممِ الطُّغيان باغيةً

العارُ في عَرَبٍ ماتوا، وما قُبروا

 

لم يدركوا أنَّ إسرائيلَ إن حكمَتْ

أولى الضَّحايا هُمُو والمُلكُ مندثرُ

 

لكنَّه الشَّعب بالمرصاد ثورتُهُ

تَهدي إلى النَّصر صُبحاً حين تنفجرُ

 

يا غزَّةَ المجد شُقِّي للغزاة إذا

عادوا مقابرَهم مهما بدا الخطرُ

 

ولْترفعي رايةَ التَّحرير خافقةً

فالفجر آتٍ بإذن الله مُنتَظَرُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى