الشعرالمجلة

طوفان الأقصى – أ. حسين مصطفى

طوفان الأقصى

أ. حسين مصطفى

 

أطلق لهم آية السجيل والحجر

واتل العجائب إعصارا من السور

 

راياتكم حيث قرن الشمس شامخة

وطيفهم في مدى الآفاق والبشر

هيا ادخلوا الباب إذ انتم على غلب

فغزة العهد أم ولّادة القدر

سلبتم الروح منهم والدما جمدت

والعقل هام على أشلاء منكسر

فجر تنفس والإصباح شاهدة

توغلوا فإذا التاريخ في خدر

توضؤوا برصاص من شذا دمهم

صلوا وقبلتهم في الأنجم الغرر

فيض مجيد وطوبى للألى فعلوا

ومرغوا أنف صهيون على كبر

طوفانهم أمل في بعث أمتنا

مرحى بميدان عز شاهق الأثر

صنع الإله وشرع الحق في خلد

وآية الفتح في محرابها الأشر

تشرين يا زمن القسام يدمغه

صرح النضال ونبض في مدى العمر

دعني أقبل أعتاب الجهاد فما

غير الجهاد يروّي الأرض من صغر

والعرب في غفلة في قعر مظلمة

يسابقون الردى في ذلة الزمر

يا غزة النصر يا هاما يشرفنا

علمتنا كيف نحيا في السنا العطر

وفيك من كربلاء الطف أـوسمة

والقادسية في جلبابها اعتمري

يا أهل غزة بوركتم واسعدكم

وسع الجنان وما في الوسع من سرر

فقد أعدت لكم أفياء مبدعها

وبات رضوان يحدو الركب في الأثر

سبع وهام الرسالات انتشى فرحاً

والكون أينع في الأيام والسير

وشارة الفتح ميلاد يسطره

شعب الجبابر وعدا ثاقب النظر

والأرض تختال والثوار ترفدها

على مسافة صفر بل على خطر

مواكب الله يتلون الكفاح عُلى

مثلث رمزهم من فوهة الشرر

غدوا قرابين مجد يرتقون له

آلوا على أنفس الإيمان بالظفر

يفاخر الموت أن الله اكرمه

بأهل غزة في أقدام منتصر

من هاشم يشرق التهليل منتسباً

هذا انتماء ويبقى الأصل في العبر

وإذ فلسطين ملء الدهر درته

حدودها النور في أردانه الحمر

وبحرها مالح والفتك شيمته

ولحمها المر اسياف من الحذر

وشمسها الذهب المسكوب من أمل

وعينها المارد المسكون بالسهر

وغارها السيف بتاراً ومنصلتاً

سيافه الحق في صولاته الكثر

هنا سنبقى ويبقى جذرنا أبداً

ما دام يجري دم في كل مقتدر

هذي مقاومة بل فكرة رسخت

فكيف يمحى اعتقاد ضج بالفكر

شكرا لهم فعلى سر الصراط مشوا

نصر مبين وعصف صادق السعر

بيانهم بدم الأعراف قد كتبا

هنا فلسطين حتى آخر الدهر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى