الشعرالمجلة

شمس كنعان – أ. د.محمود عثمان

شمس كنعان

أ. د.محمود عثمان

 

مثل طَميِ النيلِ تجري في شراييني الحضاره

والفراتُ العذبُ في خمر العباره

كلماتي كوضوح الشمسِ في الغيم الربيعيِّ الحزينْ

واقعيٌّ كمجازٍ

وصحيحٌ كاستعاره

عيَّنتني الشمسُ ناطوراً على فجر التلالْ

أتقصَّى شهقةَ الأرض وأنباءَ الجمالْ

كل شعبٍ هو شعبي

كل أرضٍ هي أرضي

كل جرحٍ هو بعضي

أنا كالشمسِ انتمائي لوجوهِ الكادحينْ

لطوابير الدموعِ

لنحيبِ الناس من بردٍ وجوعِ

 

كان حقّاً يا إله القمح يا ربَّ الأحاجي

ثورةُ الشكِّ وخوفي واحتجاجي

لم يزدنا العلمُ فينا غيرَ جهلٍ

بورك الإرثُ المدنَّسْ

بورك الجهلُ المقدَّسْ

بورك القتلُ المفدَّى يا إله الحبِّ دينا

يا إله الخائبينا

 

أرَقُ الخمسين أم وخزُ السريرِ

أم هتافٌ في ضميري

أم دبيبُ الشوقِ يمشي في جذوري

صرتُ حقلاً من وعودٍ ورموزِ

تحت أنقاضي كنوزي

وجداري سوف ينقضُّ قريباً

فأقيموه قليلا

سَوِّروا البستانَ ورداً ونخيلا

كفِّنوني بسوادِ الكحل يا طيبَ السوادِ

زدتُ حُسناً باتقادي

زدتُ كالحَورِ اشتعالاً في الوهادِ

لأرى خلف دموعي

ذكرياتي وبلادي

كمسيحٍ في الربيعِ

يتهادى في ضلوعي

زنبقُ الغابةِ طيبا

كنتُ محراثَ إلهٍ وصليبا

كنتُ وعداً بإيابِ

آهِ ما أقسى ارتيابي

صار زيتُ الحُلمِ سُمّاً في الخوابي

كذبَ الوحيُ المقفَّى في الكتابِ

آهِ ما أقسى ارتيابي

 

شمسُ كنعانَ الجديده

في سماواتِ القصيده

تقفُ اليوم ببابي

ليس غيرُ العشبِ في دربي هُويَّه

وحروفُ الأبجديَّه

 

تغمدُ الخمسون كالحسناءِ في خصري يديها

كطبيبٍ يحقنُ القلبَ الجريحا

فشفائي في كلام البرقِ يُوحى

كيف أغوى وأغنِّي

وزجاجٌ في لساني

أيُّ سكِّيرٍ دعاني

وسَباني

فقضيتُ العمرَ من حانٍ لحانِ

باسم هذا الشرقِ أعلنتُ الأخوَّه

فكلامُ البرقِ قوَّه

وشراراتُ المعاني

تفتحُ الدنيا وتُهدي

شمسَ كنعانَ الجديده

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى