
أنت برسمِ الحربِ قسّامُ
أ. رامز الدقدوقي
حتَّام تصبغنا بالعارِ أوهامُ
انهضْ فأنتَ برسمِ الحربِ قسَّامُ
هي البطولةُ تصميمٌ ومقدرةٌ
ووثبةٌ من فدائيٍّ، وإقدامُ
ترعرعتْ في هوى الأقصى غضارفُهُ
آثارها العشقُ حتى اهتاجَ إضرامُ
الحزم يعرفهم والليل يوقظهم
كانوا رجالاً فما هانوا ولا ناموا
قد أحكموا خططاً والصدق رائدهم
فبان في جدِّهم صدقٌ وإحكامُ
طوفانهم جاز أسواراً محصّنةً
فطافَ في معقلِ الأعداءِ صمصامُ
صدقت يا نوح قد أنجزت مبتدعاً
سفينة ونجاح الصنع إبرامُ
يا غزَّة النار إن الحرب قاسية
وحرقةٌ ولظى جرحٍ وآلامُ
لا ينقضي ألم إلا وتتبعه
مرارة، فسموم الغدر آثام
صهيون يضمر أضغاناً مغلَّفةً
ودأبه نهبُ أوطانٍ وإرغامُ
شذّاذ أفق رديء في شريعتهم
تهجيرُ قومٍ وتقتيلٌ وإجرامُ
تألّب الغرب والمستعمرون أتوا
ولوَّحت في سواد الغرب أعلامُ
أما تحرّك في أوصالِ أمتنا
رباط قربٍ وأنسالٌ وأرحامُ
أين الأخوّة في عرقٍ وفي نسبٍ
قد غيبوا نخوة الصحراء حكامُ
فإنهم في قصور النفط في خدرٍ
وإنهم في جمودِ الحس أصنامُ
قد حوّروا محكمات الدين في عنتٍ
فبالعقيدةِ لا صلوا ولا صاموا
نامت عروشٌ على أصداء سكرتها
وعاتبت سادراً في مصر أهرامُ
يا غزَّة النار إن الدهر مختبر
وكيف يعرف تجديفٌ وإسلامُ
تأكدت همم الأحرار في دمهم
وبان في ساحةِ الميدان ضرغامُ
قد حوّلوا الأرض أنفاقاً معتَّمةً
فزلزلت بجيوش الغزو أقدامُ
لا تيأسي إن تمادى حِقدُ مغتصبٍ
فإنه في جماح الحقد هدّامُ
مهما تمرَّد واشطتت جحافله
وباعدت في زمام الحرب أحلامُ
ما همَّ إن شوّهوا شيخاً وإن قتلوا
طفلاً وضاع مع التدمير أيتامُ
تباركت وقفة من شعب عاملة
وأزهرت من نجيع الطهر آكامُ
وجادَ في نجدةٍ والعون منتخباً
نعم الجنوب مع النجدات همامُ
ومن بعيد تجلّى الدعمُ من يمنٍ
حرٍّ وألهب موج البحر مقدامُ
هذي حماس منارات لمدرسةٍ
تقاومُ البغيَ مهما اعتدَّ حاخامُ
تحمّلي هجمة الأعداء واصطبري
فغاية الحرب للتحرير إتمامُ
لسوف يبقى هوى الأقصى لنا هدفاً
ويكتب النصر في التاريخ رسَّامُ