مُفْرَداتُ الأغانِي الحائرة – د. أمين ألبرت الريحاني

مُفْرَداتُ الأغانِي الحائرة
د. أمين ألبرت الريحاني
قِشرَةُ الذاتِ المُنكَسِرة
تَصفَعُ وَجْهِي
كُلّما بَحَثْتُ عن كَلِماتِ المَدِينَةِ الغارِبة.
أَديمُ الأرْضِ اليَباب
يُحاصِرُني
كُلّما وَقَعْتُ على بَقايا المُفردَاتِ المُحَطّمَة.
إذا نَشَزَ اللَّحْنُ فبماذا يُلَحَّن؟
وإذا فُسِدَ اللِّقاحُ فبماذا يُلَقَّح؟
وإذا كُسِرَ الصَّهرُ فبماذا يُصهَر؟
مُفرداتُ الأغاني الحائرة
تَفلتُ مِنِّي بِكُلِّ اِتجاه
تَرحَلُ عَنِّي، تَغِيبُ والمَتاه.
مُفرَداتُ الأغاني الحائرة
تَسْتَجْمِعُ ذاتَها قَبْلَ الرَّحِيل،
تَسْتَرْجِعُ صَوْتَها عِنْدَ الأصِيل،
وَتَعُودُ تَفرُّ مِن يَدِي
طيوراً شَرِيدَة،
صُقُوراً طَرِيدَة،
وأصواتاً كَنَارِيَّةً عَتِيدَة.
أطرُقُ الأبوابَ والنَّوافِذ
أطرُقُ الجُدرانَ والأروِقَةَ الحَجَرِيّة:
أينَ طَعْمُ الكَلام؟
أينَ وَقْعُ الزَّمان؟
أوراقِي تَلتَطِمُ بأوراقِ الشَّجَرِ الخَرِيفِي
أوراقِي يَنْتَظرُها النَّهرُ المُقَدَّس
أوراقِي يُبَلِّلُهَا رَذاذُ تشرِين
تَحرقُها أَلسِنَةُ المَجامِر
تُبَدِّدُها صُخُورُ المَغاوِر
تَغُورُ بها الأرضُ في كُلِّ حِين.
وَوَسْطَ صَقِيعِ الرَّمادِ الشَرِيد،
وفَوقَ قِشرَةِ الذاتِ المُنْكَسِرَة
أسمعُ أصداءَ احتِدامٍ وطِيد
لِمُفرداتِ الأمانِي
وأصداءَ كَلامٍ عَصِيٍّ عَنِيد
كلامٍ أستَعيدُ حُرُوفهُ
مِن مُفْرَدات الأغاني،
مُفْرَداتِ الأغَاني الحائرة.