الشعرالمجلة

غباء – د. فاروق شويخ

غباء

د. فاروق شويخ

 

ماذا تفعلُ يا هذا في يومِكَ؟

تستيقظُ ثمّ تنامُ وقد تنسى أن تستيقظَ ثانيةً

نَمْ وتَخَلَّصْ من شمسٍ لا تَطلعُ إلا لتُغيظَكَ

أو لتكونَ خطاكَ فريستَها السّهلةَ!

ماذا تفعلُ يا هذا إلا أنّكَ تنتظرُ الفَجأةَ والحَدَثَ المدهشَ

هذا يومُكَ

لا تتوقّعْ أفضلَ منهُ

***

ماذا تحلُمُ يا هذا في ليلِكَ؟

هل تتأمّلُ أن تمنحَكَ الغفوةُ ما لم تَمنحْكَ اليقظةُ إيّاهُ؟!

لا بأسَ من الحُلْمِ؛ تَمَرّغْ برؤاكَ الليليّةِ

وامرحْ كالنّيزكِ في غَسقِكْ

لكنْ حينَ يَحينُ نهارُكَ قارعْ جرأتَهُ بيقينِكَ أَنْ

ستُجَرجرُ شمسَ الفجر إلى عرقِكْ

لا يعطي الحُلمُ سوى كرةٍ تتدحرجُ في قبضةِ يومِكَ

هذا حُلمُكَ؛ لا تتأمّلْ أصدقَ منهُ

***

فيمَ يُفكّرُ عقلُكَ؟

يا هذا المفتونُ بعقلِكَ!

قد تتوقعُ ما سوف يناسبُ رأسَكَ أو ما تَقوى أن تَحوِيَهُ عيناكْ

لكنْ، ما  قولُكَ لو ضاقتْ عيناكَ عن الإلمامِ بما يرسمُهُ واقعُكَ المُطلقُ!!

فِعلُ المطلقِ أَفتكُ من فِعلِكْ

لا تتوقّع ما هو أغبى من عقلِكْ!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى