الشعرالمجلة

في المدى – أ. محمد غزال

في المدى

أ. محمد غزال

 

صَوْتٌ يَتَهادى كَصَمتٍ في الصَّحراءْ

يَحْمِلُ الأسرارَ في جَرْسِهِ

كالمَوْجَةِ في سَكَراتِ المَاءْ

يَرْمي أسماءَ الأطفالِ القَتْلى

في لحظةِ جدْبٍ

تُغَطّي أجسادَ المُدُنِ الغافياتْ

حتى لا تَعْرِفَ كيف يَجُوعُ المَوْتى

في فِناءات الأحياءْ

ها هنا

أَفْقِدُ الظِّلَّ في أثَرَي

 

 

 

 

وأَرى قَدَري

عافَتْهُ المَواعيدُ والكلماتْ

والفُصولَ

تُناديها شَفَةٌ أيْبَسَتْها الرّياح

فَبَدتْ هَيْئَةً قد بَراها كَسْرُ الجناحْ

في الطّريقِ إلى وطني

أَمْتطي رِئةَ الخُبزِ

رائحةَ الجرحِ

كي أبْلُغَ الأسْبابَ عَسى

تُشعِلُ الأيّامُ عَناوينَ تَخْفُقُ

في الليْلةِ الّليْلاءْ.

 

 

يقين

ما منْ حَدٍّ

بين الشُّهداءِ وبيني

فَهُمْ يَسْكُنونَ صُراخي

وأُقيمُ أنا في جُوعِهمْ وطناً

ويَفيضونَ في ضِلْعي صَبْوَةً

فَتَسيلُ الرّيحُ جِراحاً

تَرْسُمُ الحُبَّ ما بين مَوْتٍ وعَيني

لا أُلْبِسُ رَأسي وَهماً

فَظِلّي لَهيبُ حَريقٍ يَطوي الأرضَ

يَعودُ إلى شَفَتي

يُرضِعُ الأزْمانِ يَقيناً

بأنَّ الصُّعودَ إلى قمَّةِ المُنْحَنى

يَنْتَضي في كُلِّ الخُطى

كوْني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى